رحيل بلا ميعاد، وغياب سرمدي دون سابق إنذار، دلف بابتسامته أبواب قلوب محبيه بلا استئذان، وغادرنا على حين غرة وكأنه يقول: إن الطبيب بطبه ودوائه
لا يستطيع دفاع نحبٍ قد أتى
هكذا بلا مقدمات ودون أية تلميحات، دخل المستشفى سريعاً وغادر منه بشكل أسرع إلى دار الحق. «توفي الوعيل»، كلمتان فقط هزت عرش وسائل التواصل الاجتماعي، وكسرت قلوب أصدقائه، رفقاء دربه،، تلامذته ومحبيه، وقبلهم نايف ومشعل ابنيه وعموم أسرته.
الوعيل الذي رحل اليوم عن عمر يناهز 74 عاما بعد مسيرة حافلة في الصحافة السعودية، كان استثنائيا ومتفردا بمهنيته، وإنسانيته وخلقه الرفيع، إذ ترك سمعة ناصعة البياض طوال مسيرته الإعلامية.
الساحة الإعلامية فقدت اليوم أحد رموز الصحافة والإعلام بالمملكة، رئيس تحرير صحيفة اليوم السابق محمد الوعيل، الذي انتقل إلى رحمة الله صباح اليوم (الأحد)، وفقا لما ذكره ابنه نايف في تغريدة على حسابه في منصة «تويتر».
وخيم الحزن العميق على الوسط الإعلامي بعد أن طرق أبوابه بلا استئذان ولا سابق إنذار؛ بعد أن نعى أبناء الرمز الإعلامي الكبير محمد الوعيل والدهم الذي انتقل إلى رحمة الله في أول ساعة من صباح اليوم.
رحل الوعيل إلى رحمة ربه وعفوه، مخلفاً إرثاً كبيراً في بلاط صاحبة الجلالة التي أحبها وأخلص لها عقوداً طويلة من الزمن. رحل بهدوء كما هو هدوؤه الذي اعتدناه منه وامتاز به، ولعل أيام الراحل الأخيرة كانت أشبه بالأحاسيس التي اكتنفته بدنو أجله، إذ أسهب كثيراً في الحديث عن حياته العملية وأبرز محطاته والأسماء التي عملت معه في كل الصحف التي عمل بها. وعرف الوعيل بقلمه المميز وآرائه الواضحة ومواقفه الراسخة.
الرمز الراحل فقيد الإعلام السعودي
الوعيل قضى أكثر من 42 عاما في المهنة التي عشقها، وتدرج في خدمتها حتى صار رئيسًا لتحرير صحيفة اليوم لنحو 14 عاما، وترأس تحرير صحيفة المسائية، وتنقل في مناصب قيادية في عدد من الصحف السعودية كالرياض والجزيرة، وتولى منصب مستشار رئيس تحرير «عكاظ» سابقا. وترك الراحل الكبير سيرة عطرة وعملاً نوعياً مختلفاً، وتفاعل الإعلاميون مع نبأ رحيله الذي آلمهم، ونشطت منصات التواصل واكتظت بالدعوات الصادقة له بالرحمة والمغفرة وتعداد مآثره ومناقبه التي عرف بها «أبو نايف» رحمه الله.
ونعى رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الزميل جميل الذيابي، صديقه الوعيل بتغريدة: «رحم الله أبا نايف.. رحيل موجع. عظم الله أجر عائلته ومحبيه والوسط الإعلامي كافة، وألهمهم الصبر والسلوان».
وكان نايف ابن الفقيد محمد الوعيل نعى والده قائلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، أنعى والدي ومعلمي وقدوتي وصديقي وجنتي محمد الوعيل الذي انتقل إلى رحمة الله قبل قليل».
وقال مشعل الوعيل ناعياً والده: «إنا لله وإنا إليه راجعون، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، أنعى والدي محمد الوعيل الذي انتقل إلى رحمة الله قبل قليل».
من جانبه، نعى الإعلامي بدر الصقري الوعيل بقوله: «رحم الله أستاذنا الغالي رئيس تحرير صحيفة اليوم السابق محمد الوعيل، فجعنا بخبر رحيله الذي آلمنا كثيراً، كيف لا وهو الأخ والأستاذ والموجه والصديق العزيز. اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه وأسكنه فسيح جناتك».
كما نعى عثمان العمير صديقه الوعيل قائلاً: «عزاؤنا واحد، فقدت صديقا بهياً، وأخاً نقياً.. سيكون مؤلما أن نعيش بقية العمر بدون عالمه الجميل.. الفقد يعمنا أخي نايف كلنا ولن يتوقف».
أما الأديب حمد القاضي فقال: «(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله)، هل كان هذا الغالي الحبيب يودعنا لجوار ربه وهو يكتب كلمات وفاء لأحبته، وهل كنت وأنا أكتب عنه اليوم وأخي إبراهيم التركي يكتب عنه أمس هل كنا نودعه؟ آهٍ فجعني الخبر، لو عرفتوه بوفائه وطيبته لبكيتموه، رحمه الله».
ونعى مدير عام مجموعة قنوات MBC في السعودية محمد التونسي صديقه الوعيل قائلا: «فُجِعْتُ قبل قليل برحيل الزميل الصديق الأستاذ محمد الوعيل أحد أقطاب الصحافة السعودية، والذي أعتبره مُعَلّما في الكفاح والمهنة. وكان توجّني مطلع العام الحالي بتثمين ومشاعر غالية كتبها هنا.. عليك الرحمة أبا نايف.. الجنة بمشيئة الله مستقرّك.. العزاء لأسرتك ومحبيك الكثر.. إنا لله».
وقال الإعلامي بدر السنبل: «أعزي نفسي أولا ثم أسرته وأحبابه ومن تعلموا على يديه الصحافة في وفاة أستاذنا الغالي محمد الوعيل رئيس تحرير اليوم سابقا، الذي عملت تحت رئاسته ووجدته نعم القائد والإنسان والموجه، أسأل الله له الرحمة والمغفرة والدرجات الرفيعة من الجنة».
فيما نعى رئيس تحرير صحيفة اليوم عمر الشدي الوعيل قائلا: «آلمني قبل قليل نبأ وفاة أستاذي محمد الوعيل (أبو نايف)، الذي له الأثر الكبير علي وعلى زملائي في صحيفة اليوم، فأسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه الصبر والسلوان».